كيف تغير نفسك؟
كل واحد منا يرغب فى تغيير سلوكيات من حوله كما يرغب فى تغيير سلوكه وحياته. وكل الدراسات العلميه اوصلت اصحابها الى قناعات غير عاديه بنتائج التغيير. وكما ذكرها القران الكريم ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)). وباختصار اننا لانستطيع ان نغير اى انسان اخر ، فنحن نستطيع ان نوجد مناخ للتغيير ونوجد الحافز للتغيير ونوجد ايضاً الدافع الذى يؤدى الى التغيير ، لكننا لن نستطيع ان نغير انسان أمامنا ، فلو كان بمقدور أى إنسان ان يغير إنسان أخر لاستطاع النبى صلى الله عليه وسلم أن يغير اقرب الناس إليه وبعضهم مات مشركا.
(( تبت يد أبى لهب )) وهو عم النبى صلى الله عليه وسلم ((إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء)).
إذاً قضية تغيير الآخرين ليست ممكنه لكننا نستطيع ان نغير أنفسنا.
و كما ذكرنا نستطيع أن نوجد حافز فعال نحو التغيير لكنا لن نستطيع ان نوجد تغيير.
ما هو التغيير ؟ :-
كما يخرج الفرخ من البيضه ويدخل حياة جديدة يتغير كذلك الإنسان ، يمر بمراحل فى حياته حيث يتغير فيها حيث يكون جنين ثم طفلا ثم شابا ثم يصبح مسؤل عن عائلة.هذه المراحل يمر بها الإنسان لكن هل بالضرورةأن التغيير يرتبط بهذه المراحل؟
بعض الناس لا يتغيرون إلا إذا حدث لهم شيء مصيبة مثلاً أو وصل الى عمر معين.
إذاً التغيير هو عملية تحول من واقع نحن نعيش فيه الى حاله منشوده نرغب فيها.
والان هناك عدة أسئلة نريدكم الاجابة عليها وبصراحة:
س1/ هل أنت سعيد ؟
بغض النظر عن احترام الناس لك وحبهم وسؤالهم الدائم عليك فهل أنت سعيد!؟
س2/هل أنت راض عن المستوى الذى وصلت إليه؟
فكل واحد منا وصل الى مستوى معين من الانجاز والعطاء والى منصب معين ومشاريع معينة فهل أنت راض الى ما وصلت إليه فى كل جوانب حياتك فى منصبك ، فى إيمانك ، فى علاقتك بالله سبحانه وتعالى وعبادتك و فى مستوى علاقتك مع الأهل والأصدقاء؟
س3/هل يمكن أن تكون افضل ؟
أو ان هذا المستوى هو أعلى مايمكن ان تصل إليه؟ والمسألة واضحة وكل إنسان يستطيع أن يصل الىالأفضل فى علاقته مع نفسه ومع ربه ومع أهله ومع الناس وإنجازاته وعطائه فى كل مجال يستطيع الإنسان ان يكون افضل.
ا س4/ ما هي الإنجازات والعطاءات التى أريد ان اتركها ورائي في الحياة؟
كل إنسان منا سيموت ، ودائما يفكر الإنسان بالانجازات التى انجزها وعاش من أجلها و هل هناك هدف لهذه الحياه بمعنى اخر؟
وهذه الاسئله تعبر عن تعريف التغيير وهو الانتقال من الواقع الذى نعيش فيه الى حالة نتمناها.
نتمنى ان نكون أسعد وان نكون راضيين عن كل شىء وان يكون لدينا مشاريع لها أثر فى حياة البشرية وتخدمها.
فإذا فهمنا هذا كله سنكون قد خطونا الخطوه الاولى وهى تعريف التغيير.
بعض مجالات التغيير:
بماذا سوف نغير؟ أو ماهى الأمور التي سوف نغيرها؟
1- التغيير فى المبادىء والقيم :
فكلما عشت اكثر تأملت فى الانتاج البشرى كلما نظرت الى واقع الحضارات والمجتمعات ، فكلما نظرت فى الفلسفة والعلوم والتكنولوجيا وغيرها تجد في النهاية كل شيء يرجع الى الفكر وكل امور الحياة يحكمها الفكر.
فالمبادىء والقيم التى ينطلق منها البشر هى التى توجه كل حياتهم وهى التى توجه كل انتاجاتهم.
بعض الناس يسمونها حضارة والبعض يسمونها تقدم والبعض فكر والبعض فلسفة لكن فى النهاية فهى مجموعة قيم ومبادىء تتحكم بنا ونحن نتبناها باختيارنا ، فكل مولود يولد على الفطرة ولو ترك الانسان بدون مؤثرات لعاش على منهاج رب العالمين ، "وكل مولود يولدعلى الفطرة فوالداه يهودانه او ينصرانه اويمجسانه".
تبدأ عملية زرع القيم منذ الطفولة ، وكلما تأملت ونظرت ودرست وعشت الحياه اكثر عرفت ان معظم القيم تنغرس فى الانسان فى الست السنوات الاولى من حياته ، ومن هنا ياتى الخلل الجسيم وهو أن تعامل مرحلة رياض الاطفال على اساس انها مرحله لعب ولهو ، فهى مرحلة زرع القيم والمبادىء والفكر ، وتحكم ليس فقط العقيدة بل تحكم علاقات الانسان و طريقة انتاجه.
وهناك كتاب ممتاز باللغة الانجليزية اسمه {كل ما احتاجه فى الحياه تعلمته من مرحلة الروضة}.
وهذه القيم تزرع فى نفس الانسان من قبل مؤثرات خارجية وبالذات الابوين فلهم تأثير غير عادى فى زرع هذه القيم والمبادىء ، ثم يكبر الانسان وينضج ويبدأ يفكر فى الاستقلال عن هذه المؤثرات الخارجيه ، فيبدأ باختيار قيم جديدة ومبادىء جديدة يختارها من تأثره بأصدقائه او من خلال الافلام والاعلانات وغيرها لتزرع فيه قيم و نظرات جديدة للحياة.
وهناك مجتمعات تزرع فىأبنائها ان للوقت قيمة فى حياتنا. وتأتى مجتمعات مثل مجتمعاتنا فتزرع مثلا إن لم آت فى الساعة الرابعة انتظرنى الى الخامسة وهكذا.
بمعنى انه لا يوجد للوقت قيمه عندنا. والوقت هو حياه الانسان فإذا لم نضع قيمة للوقت كأ ننا لم نضع قيمة لحياتنا. وهناك مجموعه من القيم التى تزرع فى المجتمعات العربية فى منتهى السوء للاسف ومنتشرة بين الناس ويؤمنون بها من هذه القيم مانتمثل به من الامثال الشعبيه:
فهناك مثل يقول (شوف وغمض) بمعنى شوف الغلط واسكت.
وهناك قيمة ثانيه تقول (روح بعيد وتعال سالم).
وقيمه ثالثه تقول (مد قدميك على قدر لحافك). ولماذا لا نمد لحافنا على قدر ارجلنا؟
وقيمه اخرى تقول (القناعه كنز لا يفنى). لماذا لايكون الطموح؟
فكثيرٌ من النا س يأخذ هذه الامور كمسلمات ويؤمن بها ، ومن هنا نريد ان نعيد النظر فى هذه المبادىء الخاطئه.
عندما يبدأ الانسان يفكر بطريقة تختلف عمن حوله يبدأ بتبنى القيم الصحيحة فلا يأ خذ كل ما يأتى من والديه او ممن حواليه اومن الاعلام او المفكرين انه مسلم به.
لماذا انت مسلَّم؟ فنحن لدينا شرع الله قوته فى منطقه ولذلك فنحن مستعدين ان نناقش اى قضية حتى بما فيها قضية التوحيد. فكل شىء قابل للنقاش عندنا نحن المسلمين. مثلاً هل الله موجود ام لا ؟ نستطيع ان نناقشها بمنطق الاسلام. وهل الله لديه ولد ام لا؟ وهكذا ...
إذاً هناك قيمة اخرى هى قيمة العقل. ولا يوجد تسليم لا لشيخ ولا لحزب ولا للوالدين. فلا تسلم لأحد ولا تسلم إلا بالدليل والبرهان والحجج وهذه القيم يجب ان نزرعها فى نفوس ابنائنا.
وهناك قيمة جديدة وللا سف نحن تعودنا فى مجتمعاتنا أن نسميها باسم احترام الكبار والشيوخ ، وهى أن نسلَّم ، وسلِّم بمعنى قلد. وديننا جاء لرفض هذا (( إنا وجدنا آبائنا على هذا وإنا على آثارهم مهتدون)).
فهذه قضيه اساسيه ينكرها القرآن. ماذا فعل القران؟ جاء لنسف القيم والمبادىء التى قامت عليها حياة الجاهلية و جاء بقيم جديدة ، وعندما جاء بقيم جديدة صنع حضارة جديدة.
اذاً أعظم تغيير واكبر تغيير هو التغيير الذى يحدث فى المبادىء والقيم لانه يحكم كل التغيرات الاخرى ، ويبنى على هذا تغييرات فى السلوك و فى اساليب الادارة وغيره.
لكن يبدأ فى تغير فى السلوك وبالتعامل مع الاخرين لأن تعاملنا مع الناس سيحكمها المبادىء والقيم التى اتبناها.
بذلك عندما يكون عندى موظفين واستخدم الابتسامة الدائمة والضحك معهم .. ماهو هدفى؟ والهدف عند الكثيرين هو امتصاص دماء الموظفين ثم التخلى عنهم من اجل زيادة الانتاج وزيادة الربح.
اذاً هناك مبدأ غلط فهنا نريد أن نعيدالنظر فى قضية السلوك وفى قضية العلاقات .. لماذا اتصرف بهذه الطريقة؟
س// هل يستطيع اى شخص منكم اضحاك اى شخص اخر؟
طبعا لا يستطيع لان الشخص الاخر قرر أنه لن يضحك.
س//هل يستطيع اى شخص اثارة اعصابي؟
طبعا لا يستطيع لانى قررت ان لا اغضب وان لا أترنفز .
اذاً سلوك الانسان نابع من قرارات الانسان نفسه وقرارات الانسان تنبع من قيم هذا الانسان.
اذا انا استطيع ان اتغير ولا يوجد سلوك مفروض عليّ. الولد الكسول فى المدرسه فهو الذى قرر ان يكون كسولا ، ونحن لن نستطيع ان نغير الناس ولن نستطيع ان نجعل ذالك الولد نشيطا. بل نستطيع ان نوجد له مناخ ونوجد له بيئة مناسبة وحافز مناسب لكى يتغير. لكن التغيير لا ينبع الا من داخل النفس البشرية.
إذاً التغيير قد يكون في المبادىء والقيم وقد يكون في السلوك والتعامل مع الاخرين وقد يكون في اساليب الاداره .. كيف أدير نفسى والموظفين؟ كيف ادير البيت؟
س//كم شخص منكم كلما اتاه الخادم بكأس ماء يقول له شكرا؟ فى كل مره؟
يستطيع الانسان ان يقود بالاوامر ويستطيع ان يقود با لاحترام.
انس ابن مالك رضى الله عنه يقول (خدمت مع الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنوات فما قال لى فى امر فعلته لما فعلته وفى امر لم افعله لما لم تفعله) فأيُّ رقىًّ فى التعامل وأيّ اسلوب فى الادارة والقيادة ينبع من قيم اخلاقية. إذاً هل تستطيع ان تتغير لتصبح بمثل هذه الصورة؟
من ضمن التغيير هو التغيير الاجتماعى:
الانسان الذى سيتزوج سيحدث له تغيير جذرى فى حياته ، والانسان الذى سوف يرزق اولاد كذلك يحدث له تغيير. كذلك تغيير الاثاث والسكن والمنزل .. هذه كلها تغييرات اجتماعية يستطيع الانسان ان يوجهها الاتجاه الصحيح.
فكم من الناس يتزوج ومعاييره في الزواج خاطئة لذلك هناك 30 % من الزواج فى مجتمعاتنا يفشل وينتهى بالطلاق فى اقل من خمس سنوات. لماذا حدث هذا ؟
الذى حدث ان هذا لانسان طريقة نظرته للحياة او قيمة المرأة هى فى جمالها او شكلها وتأتى الافلام العربية لتكرس هذه القيم وتزرعها لتنشىء فينا نظرة اجتماعية خاطئة وطريقة تفكير فى العلاقات الاجتماعية خاطئة.
وتأتى بعد ذلك مجموعة قيم تزرعها المجتمعات فى العلاقات الاجتماعية مثلا من الوصايا التى توصى بها الامهات اولادهن (لا تصبح سكان زوجتك) بمعنى لا تجعل الزوجة تدير دفة البيت وتتحكم بها لذلك يبدأ الرجل يمارس ممارسات خاطئة فلا يستشيرها فى شىء فهو الذى يختار ؟؟؟؟؟؟؟؟ ويقرر ان يكون كذ وكذا ...
فهو بذلك يريد ان يظهر انه سيد المنزل له الكلمة الاخيرة واذا لم يفعل هذا ستصبح الزوجة هى الرجل فى البيت وليس هو.
وهذه نظرة اجتماعية خاطئة بنيت على قيم خاطئة وتبنى عليها علاقات اجتماعية خاطئة.
كذلك التغيير يمكن ان يحدث فى قضية التخصص (لدراسة)
كثيرٌ من الناس عندما يدخلون فى تخصص لا يعرفون لماذا دخلوا فيه! في النظام الغربى يعملون اشياء جميلة جدا يسمونها [ المواد الدراسية الإستكشافية ] يعنى إذا انا درست ادارة بعد ذلك اقرر ادا كانت الادارة مناسبة لى أم لا. أما اذا لم تعرف عن الادارة شىء فكيف تعرف اذا كانت مناسبة لك أم لا؟
فكم من طالب دخل الكلية ولم يذق يوم واحد حلو فى الدراسة وبعد ثلاث سنوات يكتشفون انهم لا يحبون هذا التخصص.
ويمكن ان يحدث التغيير فى نظرتنا لتخصصاتنا ودراستنا .
ليس عيباً ان يكتشف الانسان انه دخل تخصص خطأ فالخطأ أنه يستمر فيه والخطأ ان يقضى بقية حياته فى تخصص لا يحبه.
والاصل ان ينطلق الانسان من ميوله لا من ميول تفرض عليه.
واحياناً يكون الطريق صعب وطويل لان يغير الشخص تخصصه لكن الخيار احد امرين:
اما ان يستمر بقية حياته فى شىء يتعسه ، اويختار اختيار يتوافق مع رغباته وميوله وحبه. والانسان لن يبدع الا اذا دخل مجال يحبه ويعشقه اما اذا دخل التخصص الموجود (لمتوفر) فلن يؤدى ذلك الى الابداع.
وكثير من الناس يقولون لا توجد لدينا مهارات وان هذا المجال احبه لكن لا توجدعندى مهارات فيه. فالانسان يجب ان يسعى فى مجال تكون عنده القدره فيه. ولو قسنا انتاجنا بقدراتنا اليوم لاكتشفنا اننا لم ننجز شىء.
فالقدرات يصنعها الانسان.. اما المهارات فيكتسبها. نعم ان هناك مواهب قد تعيق لكن اذا افترضنا ان القدرات هى موهبة الهية هل سنستسلم ونعجز.
ويتعلم الانسان المهارات ويكتسبها من خلال التعليم.
ايضاً قد يكون فى المسئوليات والصلاحيات:
هناك بعض المسئوليات مفروضة علينا ليس لنا خيار فيها فعندما يأتيك ولد فأنك مسؤل عنه وهناك كثير من الشباب عندما يأ تيهم مولود يضل يعيش حياة العزوبية ولا يغير حياته كونه اصبح مسؤلا ، ويجب ان يعرف ان حياته سوف تتغير مع تغير مسؤلياته.
يجب ان نزرع فيه هذه القيم والمبادىء ان الانسان يجب ان يغير حياته مع تغير مسؤلياته.
والمبدأ الثانى يجب ان يتعلق بالصلاحيات .. والصلاحيات هى الحق الذي يعطىللانسان ليتصرف ويطاع.
س//هل الصلاحيات توهب ام تكتسب ؟
كثيرٌ من الناس في حياته ينتظر ان تعطى له الصلاحيات لذلك يعيش حياته متذمر ويشتكى والذى يعيش بهذه الطريقة لن يغير شىء ، والذى يغير هو الذى يكتسب الصلاحيات وكذلك الصلاحيات يستطيع الانسان ان يكتسبها لا ينتظر حتى توهب له.
اذاً يجب ان نتغير مع تغير مسئولياتنا ويجب ان نغير فى صلاحياتنا وهذا التغيير سيكون سبباً فى انجاز مشاريعنا واهدافنا لانه من دون صلاحيات لن نستطيع ان نحقق اهدافنا ومشاريعنا.
س//هذا التغيير هل هو صعب ام سهل ؟
عندما نتحدث عن التغيير الذى يشمل كل جوانب حياتنا .. هذا التغيير هل هو سهل ام صعب نحن نستطيع ان نتفق انه ضرورة فنحن نحتاج التغيير ، وهناك ضروره للتغيير لكل انسان وفى كل مجالات الحياه وكل واحد منا يحتاج الى التغيير.
كما نستطيع أن نتفق أن التغيير يمثل رغبة كامنة فى كل انسان لاسباب مختلفة .. فبعض الناس يريدون ان يتغيروا لكسب المال اكثر ليعيش فى رفاهية اكثر.
هناك شخص عائش يصرف من الورث َفأتاه احد اصحابه وقال له:
إشتغل فقال له لماذا اشتغل؟!
قال له: من اجل ان تكسب فلوس.
قال: ماذا اريد بالفلوس؟
قال: من أجل أن تعيش مرتاح قال انا مرتاح الان.
لكن إذا إستثنينا من نظرتنا للحياة امثال هؤلاء الهامشيين ونظرنا للانسان الذى يريد ان يصنع لنفسه فى دنياه واخرته شىء ويريد ان يصنع لأمته شىء عندها سنجد ان كل واحد منا لا شك انه سيفكر فى التغيير.
إذاً نستطيع ان نقول بناء على هذا كله ان التغيير من الناحية النظريه و منهاجية التغيير وخطواته امر سهل. لكن التغيير نؤكد لكم انه ليس عملية سهلة فهو عملية صعبة واصعب ما فى عملية التغيير هو ان يكون عند الانسان إرادة للتغيير.
واصعب ما فى عمليه التغيير هو ليس الامكانيات ولا القدرات .. ليس المواهب ولا الفرص بل اصعب ما فى عمليه التغيير هو ان يكون لدى الانسان الاراده نحو التغيير.
وسبحان الله .. فالإنسان جبار (( وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال)).
لو اراد الانسان لعمل المستحيلات لكن مشكلة الانسان انه لا يفعل هذا ، ولا يمارس هذا الدور ولا يجبر نفسه على هذه الارادة. فكثير من الناس ينتظر شىء يحدث فكم من الناس لم يتدبر الا عندما وقعت له مصيبه .. فقد عزيز او رأى حادث. فلماذا نحن ننتظر .. فهناك فرق كبير جداً بين التغيير الذى يحدث مكروه فعله وبين التغيير الذى يأتى مقصودا نابعاً من الاراده الموجهة.
فنحن ندعوكم الى التغيير النابع من القلب هذا التغيير الذى لا يمكن ان يتزعزع.
عندما تأتى ام احد الصحابه الكرام عمرها 60 عاماً وتهدده انها ستجلس فى الشمس ولن تأكل ولن تشرب حتى تموت او ان يرجع عن دين محمد – قال والله لو كان لك مئة نفس خرجت نفس بعد نفس ما تركت دين محمد فكلى واشربى خيرٌ لك.
لأن القضية ليست ردة فعل .. انا سوف اعمل كذا علشان خاطرك والعملية ليست قضية خواطر بل قضيه قناعات ومبادىء وقيم و اصعب ما فى التغيير ان يكون عند الانسان هذه الاراده للتغيير.
واحد من الامريكان الزنوج حدث معه مقابلة وكان فقير وخلال سنوات بسيطة اصبح مليونير فتعجب الناس! فقالوا له: كيف اصبحت مليونيراً؟ قال: انا عملت شيئين اى واحد يعملهما سوف يصبح مليونيراً.
قالوا : ماهما الامرين ؟
قال: الامر الاول: انا قررت ان اصير مليونيراً فهناك فرق بين ارغب واتمنى وبين انا قررت.
الامر الثانى: بعد ما قررت ان أصير مليونيراً وكان القرار جاداً حاولت ان اصير مليونيراً ولكن بمحاولة جادة نحو هذا القرار الجاد و اصبحت مليونيراً.
اذاً شيئين يحتاجهما الانسان لعملية التغيير: القرار الجاد والمحاولة الجادة لذالك تأتى صعوبة التغيير ، وصعوبة التغيير ليست بحاجة الى امكانيات كبيرة وفرص غير عاديه ، و مشكلة التغيير الكبيرة أن الناس إرادتها ضعيفة.
الان نريد منكم كتابة مؤشرات أى واحد يراها موجودة عنده ام لا؟ وكل ما زادت عددها عندكم كلما زادت حاجتكم الى التغيير وهذه المؤشرات هى:
1) الاحباط [لا يوجد امل]:-
قد يحبط بعض الناس في مستوى التعليم والصحه فى البلد ... الخ ولا يمكن ان تفعل شىء يصلح هذا الوضع.
وقد يصل بعض الناس الى الاحباط فى العلاقات .. بعض النساء وصلن الى درجة الاحباط من سلوك ازواجهن ، وبعض الناس وصلوا الى درجة الاحباط من سلوك اولادهم (هذا ما فيش فيه فائده).
والذى يحبط لا يحاول ان يغير ، وهذا أكثر إنسان يحتاج الى ان يمارس عملية التغيير وكما ذكرنا أن عملية التغيير صعبة لكن الذى عنده احباط سيكون عليه اصعب.
2) المـلل:-
شعور الانسان بالملل يُشعر الانسان بالوحدة وعدم وجود فائدة. حيث يشعر أن الامور تجرى بنفس الروتين. كل يوم ذهاب الى الوظيفة والعودة وتدريس الاولاد .. وبعدها يتناول العشاء وينام وثانى يوم نفس الحكايه. الى متى (ملل).
الذى عنده هذا الشعور فهو مؤشر الى أنه يحتاج الى التغيير اكثر من اىإنسان اخر.
3) كثرة المشاكل:
مؤشر خطير اخر عندما تكثر المشاكل عند الانسان فى العمل او فى البيت .. مع الشغالة .. مع نفسه. وهناك ناس كثيرون يعيشون بهذه الطريقة (كثرة المشاكل).
فالانسان الذى يعانى من مشاكل كثيرة طريقه الوحيد أن يغير طريقته في حل المشاكل لأن كل الطرق التى استعملها زادت من مشاكله.
إذاً فهو يحتاج الى طرق غير تقليدية فى حل مشكلاته لأن الطرق التقليدية لم تؤدى الى حلول او نتائج.
4) تكرار الفشل :
والفشل كما يقال خطوة نحو النجاح ، ونحن نوهم انفسنا بهذا اننا لو فشلنا المرة الاولى سوف نقترب من النجاح ولو فشلنا خمس مرات سوف نقترب من النجاح اكثر .. الى متى هذا؟ وتكرار الفشل هذا معناه أن الإنسان لا يرى حياته بطريقة غلط. و بهذا يحتاج الى طرق غير عادية فى الوصول الى النجاح لأن الإنسان طالما استخدم نفس الطريقة و يفشل سوف يصل الى الفشل.
ومن أجل أن تنجح يجب عليك تغيير طريقتك واسلوبك فى الوصول الى النجاح.
س// كم انتاجية هذا الانسان؟ كم كتاب كتب؟ كم مستشفى بنى؟ كم مشروعا قام به؟
فهناك ناس من كثرة انتاجاتهم لا نستطيع ان نعدها.
كل واحد يكتب الانجازات التى حققها فى حياته.
وفى الوقع ان هناك كثير من الناس الذين لا يوجد لديهم انجازات ولا انتاج فقط يعيشون حياة روتينية.
إذاً ضعف الانتاج يدل على مؤشر آخر هو سبب من الاسباب وهو الروتين وضعف الابداع.
5) الروتين وضعف الابداع:-
كل ما كانت حياة الانسان روتينية كلما احتاج الى التغيير ايضا ،ً فنحن نحول ترفيهنا الى روتين بالذهاب كل عام الى نفس المكان نظرا لوجود شقه مملوكه مثلاً.
6) شعور الانسان ان الحياة ليس لها قيمة:-
ننتظر الموت (ياالله بحسن الخاتمة) ومن المفترض أن لا يطلب الانسان هذا القدر بل يطلب طول العمر والعمل الصالح. بعض الصحابه الكرام فى اواخر تمنوا لو ماتوا مع الشهداء الاوائل .. فالنبى صلى الله عليه وسلم اصلح هذا الامر وهذا المفهوم فقال: (منذ أن استشهد هؤلاء الى اليوم كم صلاة صليتم؟ كم صدقة تصدقتم؟ كم فعلتم من خير .. لعلكم فُقْتم بهذا اجر الشهداء).
والرسول يعلمنا أن الحياه لها قيمة. ومشكلة المسلمين أن الحياة صارت ليس لها قيمة عندهم نحن يجب ان نقدس هذه الحياة ونعظمها لان الله وهبنا اياها واعطانا فرصة ان نعمرها والمعنى العظيم (الاستعمار).
وبعض الناس لا يعلمون قيمه هذه الحياة حيث يزرعون فى نفوس شبابنا اليوم ان احسن شىء للانسان ان يفعله ان يموت بسرعة (مات و افتك وخلَّص).
لماذا لا اتمنى ان اعيش اطول لأنتج انتاجا اكثر لعل الله يرفع درجتى فى الجنة و الدنيا.
7) تفوق الاقران والمنافسين:-
مقارنه الشخص بقرنائه الذين كانوا معه فى الثانوية فأذا وجد ان الاخرين وصلوا وتفقوا وانتجوا وبرزوا وهو مازال "درجة متوسط". إذاً هناك شىء غلط وهم فعلوا شىء لم يفعله و يحتاج الى ان يغير حياته لكى يصل الى ما وصلوا اليه.
إذاً تفوق الاقران هو مؤشر مهم يقيس به الانسان حياته ويرى هل هو بحاجة الى التغيير ام لا؟
مبررات هذا التغيير:-
1) لحل المشكلات:
كل واحد يذكر كم مؤشر يحتاج فيه الى تغيير .
يقول إنشتاين: {لن نستطيع حل المشاكل المزمنه التى نواجهها بنفس العقلية التى اوجدت تلك المشاكل}.
اذا اردنا ان نطور مناهج التعليم يجب ان نضيف عقولاً جديده.
فالعقلية نفسها ستؤدى الى نفس النتيجة الا اذا كان الانسان عنده القدرة على التكيف وهذا موجود.
لإثبات الذات:-
احياناً يحتاج الانسان ان يتغير حتى يعيد الثقة لنفسه حتى يثبت لنفسه انه يستطيع. فكم من انسان كان مغمور فلما اصدر القرار انه سيغير ويصل فعل.
الحاجب المنصور واحد من اكبر خلفاء الدولة الاندلسية اسمه [محمد ابن ابى عامر] كان ساكن مع اثنين من الحمارين كانوا يعملون كلهم حمارين وتعتبر من ادنى المهن آنذاك حيث كان فى قرطبة يشتغل حمار وفى ليلة كان سهران مع ربعه يتحدث اليهم فقال: يا جماعه اذا اصبحت خليفة ماذا تريدون مني؟ فضحكواعليه ثم سكتوا.
فقال: لماذا سكتم؟
قالوا: هل انت جاد؟
قال: انا فعلاً جاد .. إذا صرت خليفة ماذا تريدون مني؟
فقالوا له: اذهب لن تصبح خليفة .. من حمار الى خليفه!
فكررسؤاله فقال احد اصحابه: انت شكلك ليس بخليفة.
فكررسؤاله .. فقال الاول: إذا أصبحت خليفة يا محمد أريد قصر منيفاً
وقال : وماذا ؟
قال : وحدائق غناء. وماذا؟ قال: وخيولاً اصيلة وأمشى وجوارى حسان وأيضا؟ً ومائة الف دينار ذهب قال: وبعد؟
قال : لا شىء. فضحكوا.
ثم التفت الى صاحبه الاخر و قال: ماذا تريد لواصبحت خليفة؟
فقال له: لن تصبح خليفة.
فكرر عليه السؤال فقال له: إذا أصبحت خليفة فضعنى على حمار واجعلهم يدورون بي فى الشوارع ويقولون دجال ومحتال و اى واحد يتعامل معه ضعوه فى السجن.
ومحمد ابن عامر عرف ان طريق االحمارة طريق لن يؤدى به الى الخلافة ففكر بالطريق التى تؤدى به الى الخلافة وهو ان يصبح شرطي ، واصبح شرطي وترقى حتى اصبح رئيس شرطة قرطبة ثم مات الخليفة وتولى هشام المؤيد بالله الخلافة وكان عمره (10) سنوات [وهذه من سلبيات حضارتنا] بالوراثة ، فاختلف بنو امية من يوصون على الصبى؟ فقالوا: لن نعين واحد خوفا من ان يأخذ الخلافة.
فقالوا: نعين مجلس وصايه. واختلفوا لانهم لايريدون ان يصبحوا جميعا فى مجلس الوصاية و آخر شىء اتفقوا على ان يكوِّنوا مجلس الوصاية من غير بنى امية فاختاروا ثلاثة:
الوزير محمد المصحفى
ورئيس الجيش محمد بن غالب
ورئيس الشرطه محمد ابن ابى عامر
الخلاصة ان محمد ابن ابى عامر استطاع ان يزيل الاثنين الاخرين وتفرد بالحكم ولم يستطع تسمية نفسه اميرالمؤمنين فسمى نفسه الحاجب المنصور واصدر قرار بعدم الدخول الى الخليفة الا باذنه قرر ايضاً ان دواوين الحكم تنتقل الى قصره هى واموال الدوله. ومنع ان يخرج الخليفة من قصره الابأذنه.
وبعض المؤرخين يسمونها الدولة العامرية حيث قام بفتح الفتوحات ووصل الى ما لم يصل اليه اى حاكم من حكام الاندلس (الحاجب المنصور شىء عظيم فى تاريخنا) وبعد ثلاثين سنه تذكر الاثنين الحمارين الذين كانوا معه فلان وفلان.
فقال: آتونى بهم.
فذهبوا ووجدوهم فى نفس المكان الذى تركهم فيه ويعملون نفس العمل فوصلوا اليه.
فقال لهم: اتذكرونى؟
قالوا: نعم كنا نخاف انك انت الذى لن تذكرنا - ولكنه كان اصيل- وكان جالس بين الوزراء فحكى لهم القصه فسأل الاول: انت ماذا طلبت؟
فقال: كذا كذا.
فقال: اعطوه اعطوه.
وقال: له راتب ثابت ويدخل على بدون اذن.
وسأل الثانى: ماذا طلبت؟
قال: قضية انتهت يا امير المؤمنين.
قال له: لم تنته قل ماذا طلبت.
فقال: العيش والملح.
قال: لا بل قل ماذا طلبت.
فقال: له طلبت ان تضعني على حمار ووجهي الى الخلف .. الخ.
فقال الامير: اعطوه ما طلب حتى يعرف أن الله على كل شىء قدير.
فاحيانا يحتاج الانسان الى التغيير حتى يثبت ذاته ويصل الى طموحه.
س// ماهو طموحك فى الحياة؟ أن أتقاعد فأى طموح.
إذاً لاثبات الذات نحتاج الى التغيير.
احيانا نحتاج التغيير للقضاء على الملل.
فمثلاً اذا كان تعاملنا فى العلاقة الزوجية من دون تغيير والاكل دون تغيير والجلسة بطريقة معينة سيؤدى الى ان تصبح الحياة الزوجية ملل.
نحتاج يوم للأكل خارج المنزل أو نحتاج لتغيير ديكور المنزل.
اذاً نحتاج هذا التغيير والا سوف تتحول الحياه الى ملل.
احيانا ًنحتاج التغيير من اجل ان نرفع من كفائتنا وقدراتنا.
تعلم الكمبيوتر او القراءة السريعة اوالكتابة السريعة او اللغة ... الخ.
و عندما يتعلم الانسان اشياء جديدة سيمارس اشياء جديدة وتتغير حياته بطريقة مختلفة.
ايضاً نحتاج التغيير لمواكبة التقدم.
س// ماهو الشىء الثابت فى البشرية اليوم؟
- التغيير.
كل شىء يتغير حتى طريقة عرضنا للعقيدة وفهمنا للحياة يتغير .. فنحن نعيش حياة ديناميكية وديننا والحمد لله متواكب معها وهذا من مزايا هذا الدين العظيم انه لم ينعزل عن الحياة مهما وصلت الحياة من تقدم فهو يستطيع ان يواكبها.
ومشكلتنا ليست فى الاسلام بل فى المسلمين الذين لم يستطيعوا ان يواكبوا التقدم وعاشوا فى معارك وهمية.
اذاً لابد أن نعيش في حياة واقعية تتواكب مع التغيير الحادث في العالم وذلك ، والعالم اليوم يتطور فيجب ان نتطور معه والعالم اليوم يتقدم فيجب ان نتقدم بسرعة اكبر حتى نسد الفجوة التي بيننا وبينهم.
مثلا نحن لن نستطيع ان يكون تعليمنا موازيا للتعليم فى الغرب اذا عملنا بنفس الطريقة التى نعمل بها حاليا فى محاولات لتطوير التعليم.
ونحن نتقدم و لكن الغرب يتقدم بسرعة اكبر من تقدمنا والفجوة التى بيننا وبينهم تكبر.
إذاً الطريقة الوحيدة حتى نواكب هذا التقدم ان نتقدم بسرعة اكبر من سرعتهم وأن نبدأ من حيث انتهوا.
نحتاج التغيير لتحقيق طلبات الاخرين.
هناك طلبات تاتى من العمل من البيت من الاصحاب ونحن حتى نواجه هذه الطلبات لا بد من التغيير فالدنيا مشاغلها تزداد والطلبات تزداد واذا واجهناها بنفس القدرات وبنفس الامكانيات بعد فترة ستزداد الاثقال و تزداد المشاكل.
إذاً يحتاج الانسان ان يفكر و بطريقة مختلفة كيف يواجه طلبات الاخرين وخاصة بعض الطلبات واجبة أو شرعية .. تجاه الوالدين والاولاد والزوجة وتجاه الوظيفة.
هذا كله يقودنا الى قواعد في منهج التغيير .. بعض منها:-
1. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
ان التغيير ينطلق من داخل النفس ولا يفرض على الانسان.
2. التغير المادى اسرع من التغير الفكرى.
التغير المادى مثل ان ابنى بيت جديد وبشكل جديد أغير الاثاث اشترى سيارة جديدة وهذا أسهل بكثير من ان أغير فكر أمة.
ومن الخطأ الذى يقعون فيه من يدرسون الحضارات او يحاولون ان يعجلوا عجله الحضاره ان يركزون كثيراً على قضية المادة.
ونحن نلاحظ في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تُبنَ العمارات الشاهقة والتى بقيت على مدى الزمان .. ليست هذه قضية الرسول صلى الله عليه وسلم لكن حضارة هذه الامة انطلقت من مكة والمدينة لماذا ؟
لأن التغير الفكرى هو الذى تأصل ثم نتج عنه التغيير المادى ولوكان الهدف التغيير المادى لكان الامر سهل.
ومثلاً ابراهيم عليه السلام كسر الاصنام التى كان يعبدها قومه ، ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يكسر الاصنام التى كان يعبدها قومه ، تكسير الاصنام مطلوب ونبى الله ابراهيم فعل شيئا صحيحاً وهو القضاء على هذا الشرك .. لكن محمد فعل الشىء الاكثر فعالية ، ونتيجة فعل ابراهيم ان القى فى النار و نفى من بلده بعد ان عجزوا عن ان يحرقوه با لنار ، ومحمد صلى الله عليه وسلم عمل على تغيير الفكر حتى وصل الى مرحلة ان الذى كسر الاصنام هم خالد ابن الوليد وعمر بن العا ص الذين كانوا يعبدون الأصنام.
وكثير من الناس خاصة الشغوفين بالفكر الغربى وبالنهضة المادية الغربية يريدونا ان نستعجل بالانطلاق نحو التغيير المادي وهذا من اسهل ما يمكن.
لكن المشكلة الكبيرة هى تغيير الانسان وفكر الانسان فأنا استطيع ان ابني ناطحة سحاب وأملئها كمبيوترات لكن اذا كان الناس الذين يعملون بها متخلفين فأنى بذلك لم اعمل تغييراً حقيقيا للحضارة. و الأمر الأصعب هو تغيير الفكر.
وهنا يأتى دور خاص لعلماء (العلوم الانسانيه) والذين يغيرون الفكر هم ليسوا الاطباء ولا المهندسين ولكن الذين يغيرون الفكر هم اهل الادب والاعلام والفلسفة والاجتماع والدعوة وعلى رأسهم علماء الشرع .. فإذا تقاعس هؤلاء او اصبحوا مقلدين للفكر الغربي فعلى الامة السلام.
وهنا تأتى خطورة المناهج التى تطبق فى الجامعات فى جانب العلوم الانسانية فإذا اصبحت هذه المناهج مأخوذة من الفكر الغربى فهذه اكبر مشكلة لان الفكر هو الذى ينهض بالأمم ويصنع الحضارات.
وهذه المسألة يجب ان تطبخ على نار هادئة حتى تنضج نضجاً حقيقياً ، والمطلوب من العلماء والمفكرين ان لا ييأسوا وان يستمروا فى المحاولات الى ان تتغير الامة.
من قواعد التغيير ان الطموحين المثقفين يكون استعدادهم للتغيير اكبر من غيرهم فالإنسان قليل الثقافة قليل الطموح يرضى بالواقع ويأسره هذا الواقع ويحكمه.
الذى يقود عملية التغيير هم اهل الطموح.
والمشكلة الكبيرة هى عندما يصبح اهل الفكر بلا طموح.
وهذا الذى حدث لأمتنا على مدى طويل.
من اعظم ما يقدمه الوالدان لاولادهم ليس النصائح بل أصحاب يكونون على منهج قويم. فالاحتكاك مع المتميزين يجعل الانسان يتعلم باستمرار.
احيانا يكون من السهل على الانسان ان يحيط نفسه بمجموعة من الضعاف خاصة بعض المدراء يحبون ان يحيطون انفسهم بمجموعة من الضعاف لا يعارضون ابداً ، وهذا الامر من أسهل ما يمكن .. لكن هؤلاء الضعاف لا ينفعون بشىء.
والاحتكاك بالمتميزين شىء متعب لانهم متعبون ويقولون للغلط هذا غلط ، هناك احدى الجامعات قامت بتجربة بأن أخذت مجموعتين واعطوا نفس المجوعتين نفس المعلومات ونفس المشكلة وطلبوا منهم حل المشكلة .. فبداْت المجموعة الاولى تتناقش وتتحاور وتوصلوا الى حل وكتبوه وقدموه.
اما المجموعة الثانية فقد قامت الجهة المنظمة بالاتفاق مع أحد افرادها أن يعارض باستمرار ويخالف أى مقترح ويحاول ان يقدم سلبياته ويقدم انتقادات .. وقد أتعبهم هذا الشخص فعلا وفى النهايه توصلوا الى حل بعد قضاء وقت اطول فى النقاش والمداولة من المجموعة الاولى.
إذاً ايهما افضل الحل الذى قدمته المجموعة الاولى أم الثانية؟
بالطبع سيكون الحل الذى قدمته المجموعة الثانية.
بعد ذلك قامت الجهة المنظمة بإعطائهم مشكلة اخرى وطلبت من كل مجموعة ان تختار شخص واحد لينتقل الى المجموعه الاخرى فمن الذى تتوقعون انه سوف تتخلص منه المجموعة الثانية؟ طبعا الشخص المعارض لأنه متعب.
فالاحتكاك بالاشخص المتميزون متعب ويأخذ وقت طويلاً وجهد كبيراً لكن هو الذى يطور الناس وهو الذى يطور الحضارات.
من قواعد التغيير ان يحول الانسان اهدافه الى مشاريع
فمثلا انا اريد ان أُحدث تغيير فكرى فى الامة و اريد ان انهض بالصحة والتعليم ، هذا كلام صالح لكل زمان ومكان ، اذاً يجب ان ينقل الانسان اهدافه الى مشاريع مطبقة ويكون عنده من الكثير من المرونة فى التعامل.
مثلا مشروع واجهته عراقيل نقوم بالبحث عن غيره. فقد تواجهك بعض المشاكل السياسية او القانونية فيجب أن تحاول التفاعل معها.
والذىلا يعيش المرونة و يريد إما تغيير كامل او يحبط فلن يغير ابدا.
والامم لا تنهض بهذه الطريقة والتغير لا يحدث فى البشرية بهذه الطريقه. مثلاً إما أن يصبح التعليم مثل امريكا او نظل مثل ما نحن عليه. لكن هناك حلول وسط ونحن لدينا الاستعداد للتنازلات والتفاهم للاخذ والعطاء والذى لا يملك هذه الاستعدادات لا يستطيع ان يبنى حضارات ولا يستطيع ان يغير ويتميز ولا يتغير ايضا لانه جامد وهذه من مشاكلنا التى نعانى منها ومنها ايضا الفصل فى كل شىء اذ ان هناك حلول وسط نستطيع ان نتخذها.
هناك قصة طريفة تقول ان هناك احدى العائلات الريفية فى احدى القرى وهم اهل كرم كبير .. وحدث ان مات عمدة القرية وبعدها حدث تنافس كبير بين فرعين من الاسرة على العمادة وكان كل واحد منهم يحاول ان يثبت انه الاكرم بحيث ان الاكثر كرماً يصبح هو العمدة.
وذات مرة جاء ضيف الى القرية وحاول كل طرف ان يجتذب الضيف نحوه ليقوم بضيافته ويثبت انه الاكرم وظل الطرفان يجتذبان الضيف بالايدى حتى اشتد الموقف ورفعت الاسلحة وكاد ان يحدث بينهم قتال فتقدم احد الرجال العاديين وحاول ان يحل الخلاف لكن الطرفين لم يتنازلوا عن الموقف ثم اخذ الرجل سلاحه وقتل الضيف وهذا بالطبع ليس الحل وكان هناك حلول وسيطة لكن ......
اذاً يجب ان ننتزع هذه التقاليد لكى ننجح فى احداث التغيير.
امامنا الآن خياران فى امر التغيير هما:
الاول: ان نستعجل التغيير.
الثانى: ان نؤجل التغيير.
فثمن التأجيل للتغيير سيكون مؤجل. كذلك ثمن التعجيل الى التغيير سيكون معجل.
بمعنى انه عندما اغير اجد نتائج ايجابية كبيرة وفيها بعض السلبيات لكن سترى بعض الاثار مباشرة على عملنا.
واذا لم نغير فعلى المدى البعيد سيزداد تخلفنا ويزداد ضعفنا واستغلال الاخرين لنا وتزداد خلافاتنا وفرقتنا. إذاً إما أن نغير او ندفع الثمن مؤجلا بشكل كبير ولا يوجد تغيير بدون تضحيات اما الذى يريد ان يغير وهو جالس فى مكانه فلا يستطيع ذلك.
عمر بن الخطاب مر على رجل فى مسجد وهو جالس يدعو وهو عاطل عن العمل يدعو الله بالرزق فقال له: قم فأن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة. يجب ان تعمل وتضحى وتبذل الجهد حتى تصل الى ما تريد.
كذلك الانبياء عليهم السلام على مدى الازمان اصحاب تضحيات. ومن اكرم الخلق عند الله هم الانبياء عليهم السلام ، ومع ذلك جعل النبى محمد صلى الله عليه وسلم تتكسر ثنيتاه ويدخل الحديد فى جبهته وهو صلى الله عليه وسلم من اكرم الخلق. إذاً لماذا حدث هذا والله سبحانه وتعالى قادر ان يجعل الاسلام يسود بكلمة واحدة يقول له سد فيسود فى الارض ومع ذلك شاء الله ان يدمى محمد صلى الله عليه وسلم حتى يعلم المسلمون انه لايوجد تغيير الا ومعه تضحيات وكلما كان التغيير اكبر و كلما كانت الاهداف اكبر كلما كانت التضحيات اكبر.
مريم عليها السلام امرأة خرجت لتوها من مخاض فضعف على ضعف. اذ اتاها المخاض بجانب جذع النخلة واراد الله ان يطعمها ويسقيها فنبع لها الماء من تحت اقدامها واراد الله ان يطعمها فأرسل اليها التمر اذ قال تعالى (( وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا )). فمن منا قادر على هز جذع نخلة اذاً سقوط التمر معجزة ليس لها علاقة بهذا الجذع. اذاً لماذا قال لها الله هزي؟ لانه لابد من بذل الجهد حتى وان لم يكن لهذا الجهد اثر. فنحن لا ننتصر بقدراتنا ولا بجهدنا ولكن بقدره الله سبحانه وتعالى (( وما النصر الا من عند الله )).
فنحن يجب ان نعمل ونبذل الجهد ويجب ان نضحي لانه قانون وسنة الله فى ارضه ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا.
اذا لابد من الجهد والتضحيات وان لم يكن لها اثر فى النتائج. وهكذا التغيير يحتاج الى صبر والصبر اساس الى الوصول الى النجاح والتغيير (( فاصبر وما صبرك الا بالله )) ، فكلما كانت اهدافك اكبر كان تعبك اكبر والتغيير اكبر.
واذا كانت النفوس كبار تعبت بمرادها الاجسام
(( والكيِّس من دان نفسه )) يعنى تحكم فى نفسه وحرك نفسه على قرارات وارادة ، والكِّيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت [ والعاجز من اتبع نفسه هواه ] بمعنى يمشى حسب الهوى.
(يتبع)
كل واحد منا يرغب فى تغيير سلوكيات من حوله كما يرغب فى تغيير سلوكه وحياته. وكل الدراسات العلميه اوصلت اصحابها الى قناعات غير عاديه بنتائج التغيير. وكما ذكرها القران الكريم ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)). وباختصار اننا لانستطيع ان نغير اى انسان اخر ، فنحن نستطيع ان نوجد مناخ للتغيير ونوجد الحافز للتغيير ونوجد ايضاً الدافع الذى يؤدى الى التغيير ، لكننا لن نستطيع ان نغير انسان أمامنا ، فلو كان بمقدور أى إنسان ان يغير إنسان أخر لاستطاع النبى صلى الله عليه وسلم أن يغير اقرب الناس إليه وبعضهم مات مشركا.
(( تبت يد أبى لهب )) وهو عم النبى صلى الله عليه وسلم ((إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء)).
إذاً قضية تغيير الآخرين ليست ممكنه لكننا نستطيع ان نغير أنفسنا.
و كما ذكرنا نستطيع أن نوجد حافز فعال نحو التغيير لكنا لن نستطيع ان نوجد تغيير.
ما هو التغيير ؟ :-
كما يخرج الفرخ من البيضه ويدخل حياة جديدة يتغير كذلك الإنسان ، يمر بمراحل فى حياته حيث يتغير فيها حيث يكون جنين ثم طفلا ثم شابا ثم يصبح مسؤل عن عائلة.هذه المراحل يمر بها الإنسان لكن هل بالضرورةأن التغيير يرتبط بهذه المراحل؟
بعض الناس لا يتغيرون إلا إذا حدث لهم شيء مصيبة مثلاً أو وصل الى عمر معين.
إذاً التغيير هو عملية تحول من واقع نحن نعيش فيه الى حاله منشوده نرغب فيها.
والان هناك عدة أسئلة نريدكم الاجابة عليها وبصراحة:
س1/ هل أنت سعيد ؟
بغض النظر عن احترام الناس لك وحبهم وسؤالهم الدائم عليك فهل أنت سعيد!؟
س2/هل أنت راض عن المستوى الذى وصلت إليه؟
فكل واحد منا وصل الى مستوى معين من الانجاز والعطاء والى منصب معين ومشاريع معينة فهل أنت راض الى ما وصلت إليه فى كل جوانب حياتك فى منصبك ، فى إيمانك ، فى علاقتك بالله سبحانه وتعالى وعبادتك و فى مستوى علاقتك مع الأهل والأصدقاء؟
س3/هل يمكن أن تكون افضل ؟
أو ان هذا المستوى هو أعلى مايمكن ان تصل إليه؟ والمسألة واضحة وكل إنسان يستطيع أن يصل الىالأفضل فى علاقته مع نفسه ومع ربه ومع أهله ومع الناس وإنجازاته وعطائه فى كل مجال يستطيع الإنسان ان يكون افضل.
ا س4/ ما هي الإنجازات والعطاءات التى أريد ان اتركها ورائي في الحياة؟
كل إنسان منا سيموت ، ودائما يفكر الإنسان بالانجازات التى انجزها وعاش من أجلها و هل هناك هدف لهذه الحياه بمعنى اخر؟
وهذه الاسئله تعبر عن تعريف التغيير وهو الانتقال من الواقع الذى نعيش فيه الى حالة نتمناها.
نتمنى ان نكون أسعد وان نكون راضيين عن كل شىء وان يكون لدينا مشاريع لها أثر فى حياة البشرية وتخدمها.
فإذا فهمنا هذا كله سنكون قد خطونا الخطوه الاولى وهى تعريف التغيير.
بعض مجالات التغيير:
بماذا سوف نغير؟ أو ماهى الأمور التي سوف نغيرها؟
1- التغيير فى المبادىء والقيم :
فكلما عشت اكثر تأملت فى الانتاج البشرى كلما نظرت الى واقع الحضارات والمجتمعات ، فكلما نظرت فى الفلسفة والعلوم والتكنولوجيا وغيرها تجد في النهاية كل شيء يرجع الى الفكر وكل امور الحياة يحكمها الفكر.
فالمبادىء والقيم التى ينطلق منها البشر هى التى توجه كل حياتهم وهى التى توجه كل انتاجاتهم.
بعض الناس يسمونها حضارة والبعض يسمونها تقدم والبعض فكر والبعض فلسفة لكن فى النهاية فهى مجموعة قيم ومبادىء تتحكم بنا ونحن نتبناها باختيارنا ، فكل مولود يولد على الفطرة ولو ترك الانسان بدون مؤثرات لعاش على منهاج رب العالمين ، "وكل مولود يولدعلى الفطرة فوالداه يهودانه او ينصرانه اويمجسانه".
تبدأ عملية زرع القيم منذ الطفولة ، وكلما تأملت ونظرت ودرست وعشت الحياه اكثر عرفت ان معظم القيم تنغرس فى الانسان فى الست السنوات الاولى من حياته ، ومن هنا ياتى الخلل الجسيم وهو أن تعامل مرحلة رياض الاطفال على اساس انها مرحله لعب ولهو ، فهى مرحلة زرع القيم والمبادىء والفكر ، وتحكم ليس فقط العقيدة بل تحكم علاقات الانسان و طريقة انتاجه.
وهناك كتاب ممتاز باللغة الانجليزية اسمه {كل ما احتاجه فى الحياه تعلمته من مرحلة الروضة}.
وهذه القيم تزرع فى نفس الانسان من قبل مؤثرات خارجية وبالذات الابوين فلهم تأثير غير عادى فى زرع هذه القيم والمبادىء ، ثم يكبر الانسان وينضج ويبدأ يفكر فى الاستقلال عن هذه المؤثرات الخارجيه ، فيبدأ باختيار قيم جديدة ومبادىء جديدة يختارها من تأثره بأصدقائه او من خلال الافلام والاعلانات وغيرها لتزرع فيه قيم و نظرات جديدة للحياة.
وهناك مجتمعات تزرع فىأبنائها ان للوقت قيمة فى حياتنا. وتأتى مجتمعات مثل مجتمعاتنا فتزرع مثلا إن لم آت فى الساعة الرابعة انتظرنى الى الخامسة وهكذا.
بمعنى انه لا يوجد للوقت قيمه عندنا. والوقت هو حياه الانسان فإذا لم نضع قيمة للوقت كأ ننا لم نضع قيمة لحياتنا. وهناك مجموعه من القيم التى تزرع فى المجتمعات العربية فى منتهى السوء للاسف ومنتشرة بين الناس ويؤمنون بها من هذه القيم مانتمثل به من الامثال الشعبيه:
فهناك مثل يقول (شوف وغمض) بمعنى شوف الغلط واسكت.
وهناك قيمة ثانيه تقول (روح بعيد وتعال سالم).
وقيمه ثالثه تقول (مد قدميك على قدر لحافك). ولماذا لا نمد لحافنا على قدر ارجلنا؟
وقيمه اخرى تقول (القناعه كنز لا يفنى). لماذا لايكون الطموح؟
فكثيرٌ من النا س يأخذ هذه الامور كمسلمات ويؤمن بها ، ومن هنا نريد ان نعيد النظر فى هذه المبادىء الخاطئه.
عندما يبدأ الانسان يفكر بطريقة تختلف عمن حوله يبدأ بتبنى القيم الصحيحة فلا يأ خذ كل ما يأتى من والديه او ممن حواليه اومن الاعلام او المفكرين انه مسلم به.
لماذا انت مسلَّم؟ فنحن لدينا شرع الله قوته فى منطقه ولذلك فنحن مستعدين ان نناقش اى قضية حتى بما فيها قضية التوحيد. فكل شىء قابل للنقاش عندنا نحن المسلمين. مثلاً هل الله موجود ام لا ؟ نستطيع ان نناقشها بمنطق الاسلام. وهل الله لديه ولد ام لا؟ وهكذا ...
إذاً هناك قيمة اخرى هى قيمة العقل. ولا يوجد تسليم لا لشيخ ولا لحزب ولا للوالدين. فلا تسلم لأحد ولا تسلم إلا بالدليل والبرهان والحجج وهذه القيم يجب ان نزرعها فى نفوس ابنائنا.
وهناك قيمة جديدة وللا سف نحن تعودنا فى مجتمعاتنا أن نسميها باسم احترام الكبار والشيوخ ، وهى أن نسلَّم ، وسلِّم بمعنى قلد. وديننا جاء لرفض هذا (( إنا وجدنا آبائنا على هذا وإنا على آثارهم مهتدون)).
فهذه قضيه اساسيه ينكرها القرآن. ماذا فعل القران؟ جاء لنسف القيم والمبادىء التى قامت عليها حياة الجاهلية و جاء بقيم جديدة ، وعندما جاء بقيم جديدة صنع حضارة جديدة.
اذاً أعظم تغيير واكبر تغيير هو التغيير الذى يحدث فى المبادىء والقيم لانه يحكم كل التغيرات الاخرى ، ويبنى على هذا تغييرات فى السلوك و فى اساليب الادارة وغيره.
لكن يبدأ فى تغير فى السلوك وبالتعامل مع الاخرين لأن تعاملنا مع الناس سيحكمها المبادىء والقيم التى اتبناها.
بذلك عندما يكون عندى موظفين واستخدم الابتسامة الدائمة والضحك معهم .. ماهو هدفى؟ والهدف عند الكثيرين هو امتصاص دماء الموظفين ثم التخلى عنهم من اجل زيادة الانتاج وزيادة الربح.
اذاً هناك مبدأ غلط فهنا نريد أن نعيدالنظر فى قضية السلوك وفى قضية العلاقات .. لماذا اتصرف بهذه الطريقة؟
س// هل يستطيع اى شخص منكم اضحاك اى شخص اخر؟
طبعا لا يستطيع لان الشخص الاخر قرر أنه لن يضحك.
س//هل يستطيع اى شخص اثارة اعصابي؟
طبعا لا يستطيع لانى قررت ان لا اغضب وان لا أترنفز .
اذاً سلوك الانسان نابع من قرارات الانسان نفسه وقرارات الانسان تنبع من قيم هذا الانسان.
اذا انا استطيع ان اتغير ولا يوجد سلوك مفروض عليّ. الولد الكسول فى المدرسه فهو الذى قرر ان يكون كسولا ، ونحن لن نستطيع ان نغير الناس ولن نستطيع ان نجعل ذالك الولد نشيطا. بل نستطيع ان نوجد له مناخ ونوجد له بيئة مناسبة وحافز مناسب لكى يتغير. لكن التغيير لا ينبع الا من داخل النفس البشرية.
إذاً التغيير قد يكون في المبادىء والقيم وقد يكون في السلوك والتعامل مع الاخرين وقد يكون في اساليب الاداره .. كيف أدير نفسى والموظفين؟ كيف ادير البيت؟
س//كم شخص منكم كلما اتاه الخادم بكأس ماء يقول له شكرا؟ فى كل مره؟
يستطيع الانسان ان يقود بالاوامر ويستطيع ان يقود با لاحترام.
انس ابن مالك رضى الله عنه يقول (خدمت مع الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنوات فما قال لى فى امر فعلته لما فعلته وفى امر لم افعله لما لم تفعله) فأيُّ رقىًّ فى التعامل وأيّ اسلوب فى الادارة والقيادة ينبع من قيم اخلاقية. إذاً هل تستطيع ان تتغير لتصبح بمثل هذه الصورة؟
من ضمن التغيير هو التغيير الاجتماعى:
الانسان الذى سيتزوج سيحدث له تغيير جذرى فى حياته ، والانسان الذى سوف يرزق اولاد كذلك يحدث له تغيير. كذلك تغيير الاثاث والسكن والمنزل .. هذه كلها تغييرات اجتماعية يستطيع الانسان ان يوجهها الاتجاه الصحيح.
فكم من الناس يتزوج ومعاييره في الزواج خاطئة لذلك هناك 30 % من الزواج فى مجتمعاتنا يفشل وينتهى بالطلاق فى اقل من خمس سنوات. لماذا حدث هذا ؟
الذى حدث ان هذا لانسان طريقة نظرته للحياة او قيمة المرأة هى فى جمالها او شكلها وتأتى الافلام العربية لتكرس هذه القيم وتزرعها لتنشىء فينا نظرة اجتماعية خاطئة وطريقة تفكير فى العلاقات الاجتماعية خاطئة.
وتأتى بعد ذلك مجموعة قيم تزرعها المجتمعات فى العلاقات الاجتماعية مثلا من الوصايا التى توصى بها الامهات اولادهن (لا تصبح سكان زوجتك) بمعنى لا تجعل الزوجة تدير دفة البيت وتتحكم بها لذلك يبدأ الرجل يمارس ممارسات خاطئة فلا يستشيرها فى شىء فهو الذى يختار ؟؟؟؟؟؟؟؟ ويقرر ان يكون كذ وكذا ...
فهو بذلك يريد ان يظهر انه سيد المنزل له الكلمة الاخيرة واذا لم يفعل هذا ستصبح الزوجة هى الرجل فى البيت وليس هو.
وهذه نظرة اجتماعية خاطئة بنيت على قيم خاطئة وتبنى عليها علاقات اجتماعية خاطئة.
كذلك التغيير يمكن ان يحدث فى قضية التخصص (لدراسة)
كثيرٌ من الناس عندما يدخلون فى تخصص لا يعرفون لماذا دخلوا فيه! في النظام الغربى يعملون اشياء جميلة جدا يسمونها [ المواد الدراسية الإستكشافية ] يعنى إذا انا درست ادارة بعد ذلك اقرر ادا كانت الادارة مناسبة لى أم لا. أما اذا لم تعرف عن الادارة شىء فكيف تعرف اذا كانت مناسبة لك أم لا؟
فكم من طالب دخل الكلية ولم يذق يوم واحد حلو فى الدراسة وبعد ثلاث سنوات يكتشفون انهم لا يحبون هذا التخصص.
ويمكن ان يحدث التغيير فى نظرتنا لتخصصاتنا ودراستنا .
ليس عيباً ان يكتشف الانسان انه دخل تخصص خطأ فالخطأ أنه يستمر فيه والخطأ ان يقضى بقية حياته فى تخصص لا يحبه.
والاصل ان ينطلق الانسان من ميوله لا من ميول تفرض عليه.
واحياناً يكون الطريق صعب وطويل لان يغير الشخص تخصصه لكن الخيار احد امرين:
اما ان يستمر بقية حياته فى شىء يتعسه ، اويختار اختيار يتوافق مع رغباته وميوله وحبه. والانسان لن يبدع الا اذا دخل مجال يحبه ويعشقه اما اذا دخل التخصص الموجود (لمتوفر) فلن يؤدى ذلك الى الابداع.
وكثير من الناس يقولون لا توجد لدينا مهارات وان هذا المجال احبه لكن لا توجدعندى مهارات فيه. فالانسان يجب ان يسعى فى مجال تكون عنده القدره فيه. ولو قسنا انتاجنا بقدراتنا اليوم لاكتشفنا اننا لم ننجز شىء.
فالقدرات يصنعها الانسان.. اما المهارات فيكتسبها. نعم ان هناك مواهب قد تعيق لكن اذا افترضنا ان القدرات هى موهبة الهية هل سنستسلم ونعجز.
ويتعلم الانسان المهارات ويكتسبها من خلال التعليم.
ايضاً قد يكون فى المسئوليات والصلاحيات:
هناك بعض المسئوليات مفروضة علينا ليس لنا خيار فيها فعندما يأتيك ولد فأنك مسؤل عنه وهناك كثير من الشباب عندما يأ تيهم مولود يضل يعيش حياة العزوبية ولا يغير حياته كونه اصبح مسؤلا ، ويجب ان يعرف ان حياته سوف تتغير مع تغير مسؤلياته.
يجب ان نزرع فيه هذه القيم والمبادىء ان الانسان يجب ان يغير حياته مع تغير مسؤلياته.
والمبدأ الثانى يجب ان يتعلق بالصلاحيات .. والصلاحيات هى الحق الذي يعطىللانسان ليتصرف ويطاع.
س//هل الصلاحيات توهب ام تكتسب ؟
كثيرٌ من الناس في حياته ينتظر ان تعطى له الصلاحيات لذلك يعيش حياته متذمر ويشتكى والذى يعيش بهذه الطريقة لن يغير شىء ، والذى يغير هو الذى يكتسب الصلاحيات وكذلك الصلاحيات يستطيع الانسان ان يكتسبها لا ينتظر حتى توهب له.
اذاً يجب ان نتغير مع تغير مسئولياتنا ويجب ان نغير فى صلاحياتنا وهذا التغيير سيكون سبباً فى انجاز مشاريعنا واهدافنا لانه من دون صلاحيات لن نستطيع ان نحقق اهدافنا ومشاريعنا.
س//هذا التغيير هل هو صعب ام سهل ؟
عندما نتحدث عن التغيير الذى يشمل كل جوانب حياتنا .. هذا التغيير هل هو سهل ام صعب نحن نستطيع ان نتفق انه ضرورة فنحن نحتاج التغيير ، وهناك ضروره للتغيير لكل انسان وفى كل مجالات الحياه وكل واحد منا يحتاج الى التغيير.
كما نستطيع أن نتفق أن التغيير يمثل رغبة كامنة فى كل انسان لاسباب مختلفة .. فبعض الناس يريدون ان يتغيروا لكسب المال اكثر ليعيش فى رفاهية اكثر.
هناك شخص عائش يصرف من الورث َفأتاه احد اصحابه وقال له:
إشتغل فقال له لماذا اشتغل؟!
قال له: من اجل ان تكسب فلوس.
قال: ماذا اريد بالفلوس؟
قال: من أجل أن تعيش مرتاح قال انا مرتاح الان.
لكن إذا إستثنينا من نظرتنا للحياة امثال هؤلاء الهامشيين ونظرنا للانسان الذى يريد ان يصنع لنفسه فى دنياه واخرته شىء ويريد ان يصنع لأمته شىء عندها سنجد ان كل واحد منا لا شك انه سيفكر فى التغيير.
إذاً نستطيع ان نقول بناء على هذا كله ان التغيير من الناحية النظريه و منهاجية التغيير وخطواته امر سهل. لكن التغيير نؤكد لكم انه ليس عملية سهلة فهو عملية صعبة واصعب ما فى عملية التغيير هو ان يكون عند الانسان إرادة للتغيير.
واصعب ما فى عمليه التغيير هو ليس الامكانيات ولا القدرات .. ليس المواهب ولا الفرص بل اصعب ما فى عمليه التغيير هو ان يكون لدى الانسان الاراده نحو التغيير.
وسبحان الله .. فالإنسان جبار (( وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال)).
لو اراد الانسان لعمل المستحيلات لكن مشكلة الانسان انه لا يفعل هذا ، ولا يمارس هذا الدور ولا يجبر نفسه على هذه الارادة. فكثير من الناس ينتظر شىء يحدث فكم من الناس لم يتدبر الا عندما وقعت له مصيبه .. فقد عزيز او رأى حادث. فلماذا نحن ننتظر .. فهناك فرق كبير جداً بين التغيير الذى يحدث مكروه فعله وبين التغيير الذى يأتى مقصودا نابعاً من الاراده الموجهة.
فنحن ندعوكم الى التغيير النابع من القلب هذا التغيير الذى لا يمكن ان يتزعزع.
عندما تأتى ام احد الصحابه الكرام عمرها 60 عاماً وتهدده انها ستجلس فى الشمس ولن تأكل ولن تشرب حتى تموت او ان يرجع عن دين محمد – قال والله لو كان لك مئة نفس خرجت نفس بعد نفس ما تركت دين محمد فكلى واشربى خيرٌ لك.
لأن القضية ليست ردة فعل .. انا سوف اعمل كذا علشان خاطرك والعملية ليست قضية خواطر بل قضيه قناعات ومبادىء وقيم و اصعب ما فى التغيير ان يكون عند الانسان هذه الاراده للتغيير.
واحد من الامريكان الزنوج حدث معه مقابلة وكان فقير وخلال سنوات بسيطة اصبح مليونير فتعجب الناس! فقالوا له: كيف اصبحت مليونيراً؟ قال: انا عملت شيئين اى واحد يعملهما سوف يصبح مليونيراً.
قالوا : ماهما الامرين ؟
قال: الامر الاول: انا قررت ان اصير مليونيراً فهناك فرق بين ارغب واتمنى وبين انا قررت.
الامر الثانى: بعد ما قررت ان أصير مليونيراً وكان القرار جاداً حاولت ان اصير مليونيراً ولكن بمحاولة جادة نحو هذا القرار الجاد و اصبحت مليونيراً.
اذاً شيئين يحتاجهما الانسان لعملية التغيير: القرار الجاد والمحاولة الجادة لذالك تأتى صعوبة التغيير ، وصعوبة التغيير ليست بحاجة الى امكانيات كبيرة وفرص غير عاديه ، و مشكلة التغيير الكبيرة أن الناس إرادتها ضعيفة.
الان نريد منكم كتابة مؤشرات أى واحد يراها موجودة عنده ام لا؟ وكل ما زادت عددها عندكم كلما زادت حاجتكم الى التغيير وهذه المؤشرات هى:
1) الاحباط [لا يوجد امل]:-
قد يحبط بعض الناس في مستوى التعليم والصحه فى البلد ... الخ ولا يمكن ان تفعل شىء يصلح هذا الوضع.
وقد يصل بعض الناس الى الاحباط فى العلاقات .. بعض النساء وصلن الى درجة الاحباط من سلوك ازواجهن ، وبعض الناس وصلوا الى درجة الاحباط من سلوك اولادهم (هذا ما فيش فيه فائده).
والذى يحبط لا يحاول ان يغير ، وهذا أكثر إنسان يحتاج الى ان يمارس عملية التغيير وكما ذكرنا أن عملية التغيير صعبة لكن الذى عنده احباط سيكون عليه اصعب.
2) المـلل:-
شعور الانسان بالملل يُشعر الانسان بالوحدة وعدم وجود فائدة. حيث يشعر أن الامور تجرى بنفس الروتين. كل يوم ذهاب الى الوظيفة والعودة وتدريس الاولاد .. وبعدها يتناول العشاء وينام وثانى يوم نفس الحكايه. الى متى (ملل).
الذى عنده هذا الشعور فهو مؤشر الى أنه يحتاج الى التغيير اكثر من اىإنسان اخر.
3) كثرة المشاكل:
مؤشر خطير اخر عندما تكثر المشاكل عند الانسان فى العمل او فى البيت .. مع الشغالة .. مع نفسه. وهناك ناس كثيرون يعيشون بهذه الطريقة (كثرة المشاكل).
فالانسان الذى يعانى من مشاكل كثيرة طريقه الوحيد أن يغير طريقته في حل المشاكل لأن كل الطرق التى استعملها زادت من مشاكله.
إذاً فهو يحتاج الى طرق غير تقليدية فى حل مشكلاته لأن الطرق التقليدية لم تؤدى الى حلول او نتائج.
4) تكرار الفشل :
والفشل كما يقال خطوة نحو النجاح ، ونحن نوهم انفسنا بهذا اننا لو فشلنا المرة الاولى سوف نقترب من النجاح ولو فشلنا خمس مرات سوف نقترب من النجاح اكثر .. الى متى هذا؟ وتكرار الفشل هذا معناه أن الإنسان لا يرى حياته بطريقة غلط. و بهذا يحتاج الى طرق غير عادية فى الوصول الى النجاح لأن الإنسان طالما استخدم نفس الطريقة و يفشل سوف يصل الى الفشل.
ومن أجل أن تنجح يجب عليك تغيير طريقتك واسلوبك فى الوصول الى النجاح.
س// كم انتاجية هذا الانسان؟ كم كتاب كتب؟ كم مستشفى بنى؟ كم مشروعا قام به؟
فهناك ناس من كثرة انتاجاتهم لا نستطيع ان نعدها.
كل واحد يكتب الانجازات التى حققها فى حياته.
وفى الوقع ان هناك كثير من الناس الذين لا يوجد لديهم انجازات ولا انتاج فقط يعيشون حياة روتينية.
إذاً ضعف الانتاج يدل على مؤشر آخر هو سبب من الاسباب وهو الروتين وضعف الابداع.
5) الروتين وضعف الابداع:-
كل ما كانت حياة الانسان روتينية كلما احتاج الى التغيير ايضا ،ً فنحن نحول ترفيهنا الى روتين بالذهاب كل عام الى نفس المكان نظرا لوجود شقه مملوكه مثلاً.
6) شعور الانسان ان الحياة ليس لها قيمة:-
ننتظر الموت (ياالله بحسن الخاتمة) ومن المفترض أن لا يطلب الانسان هذا القدر بل يطلب طول العمر والعمل الصالح. بعض الصحابه الكرام فى اواخر تمنوا لو ماتوا مع الشهداء الاوائل .. فالنبى صلى الله عليه وسلم اصلح هذا الامر وهذا المفهوم فقال: (منذ أن استشهد هؤلاء الى اليوم كم صلاة صليتم؟ كم صدقة تصدقتم؟ كم فعلتم من خير .. لعلكم فُقْتم بهذا اجر الشهداء).
والرسول يعلمنا أن الحياه لها قيمة. ومشكلة المسلمين أن الحياة صارت ليس لها قيمة عندهم نحن يجب ان نقدس هذه الحياة ونعظمها لان الله وهبنا اياها واعطانا فرصة ان نعمرها والمعنى العظيم (الاستعمار).
وبعض الناس لا يعلمون قيمه هذه الحياة حيث يزرعون فى نفوس شبابنا اليوم ان احسن شىء للانسان ان يفعله ان يموت بسرعة (مات و افتك وخلَّص).
لماذا لا اتمنى ان اعيش اطول لأنتج انتاجا اكثر لعل الله يرفع درجتى فى الجنة و الدنيا.
7) تفوق الاقران والمنافسين:-
مقارنه الشخص بقرنائه الذين كانوا معه فى الثانوية فأذا وجد ان الاخرين وصلوا وتفقوا وانتجوا وبرزوا وهو مازال "درجة متوسط". إذاً هناك شىء غلط وهم فعلوا شىء لم يفعله و يحتاج الى ان يغير حياته لكى يصل الى ما وصلوا اليه.
إذاً تفوق الاقران هو مؤشر مهم يقيس به الانسان حياته ويرى هل هو بحاجة الى التغيير ام لا؟
مبررات هذا التغيير:-
1) لحل المشكلات:
كل واحد يذكر كم مؤشر يحتاج فيه الى تغيير .
يقول إنشتاين: {لن نستطيع حل المشاكل المزمنه التى نواجهها بنفس العقلية التى اوجدت تلك المشاكل}.
اذا اردنا ان نطور مناهج التعليم يجب ان نضيف عقولاً جديده.
فالعقلية نفسها ستؤدى الى نفس النتيجة الا اذا كان الانسان عنده القدرة على التكيف وهذا موجود.
لإثبات الذات:-
احياناً يحتاج الانسان ان يتغير حتى يعيد الثقة لنفسه حتى يثبت لنفسه انه يستطيع. فكم من انسان كان مغمور فلما اصدر القرار انه سيغير ويصل فعل.
الحاجب المنصور واحد من اكبر خلفاء الدولة الاندلسية اسمه [محمد ابن ابى عامر] كان ساكن مع اثنين من الحمارين كانوا يعملون كلهم حمارين وتعتبر من ادنى المهن آنذاك حيث كان فى قرطبة يشتغل حمار وفى ليلة كان سهران مع ربعه يتحدث اليهم فقال: يا جماعه اذا اصبحت خليفة ماذا تريدون مني؟ فضحكواعليه ثم سكتوا.
فقال: لماذا سكتم؟
قالوا: هل انت جاد؟
قال: انا فعلاً جاد .. إذا صرت خليفة ماذا تريدون مني؟
فقالوا له: اذهب لن تصبح خليفة .. من حمار الى خليفه!
فكررسؤاله فقال احد اصحابه: انت شكلك ليس بخليفة.
فكررسؤاله .. فقال الاول: إذا أصبحت خليفة يا محمد أريد قصر منيفاً
وقال : وماذا ؟
قال : وحدائق غناء. وماذا؟ قال: وخيولاً اصيلة وأمشى وجوارى حسان وأيضا؟ً ومائة الف دينار ذهب قال: وبعد؟
قال : لا شىء. فضحكوا.
ثم التفت الى صاحبه الاخر و قال: ماذا تريد لواصبحت خليفة؟
فقال له: لن تصبح خليفة.
فكرر عليه السؤال فقال له: إذا أصبحت خليفة فضعنى على حمار واجعلهم يدورون بي فى الشوارع ويقولون دجال ومحتال و اى واحد يتعامل معه ضعوه فى السجن.
ومحمد ابن عامر عرف ان طريق االحمارة طريق لن يؤدى به الى الخلافة ففكر بالطريق التى تؤدى به الى الخلافة وهو ان يصبح شرطي ، واصبح شرطي وترقى حتى اصبح رئيس شرطة قرطبة ثم مات الخليفة وتولى هشام المؤيد بالله الخلافة وكان عمره (10) سنوات [وهذه من سلبيات حضارتنا] بالوراثة ، فاختلف بنو امية من يوصون على الصبى؟ فقالوا: لن نعين واحد خوفا من ان يأخذ الخلافة.
فقالوا: نعين مجلس وصايه. واختلفوا لانهم لايريدون ان يصبحوا جميعا فى مجلس الوصاية و آخر شىء اتفقوا على ان يكوِّنوا مجلس الوصاية من غير بنى امية فاختاروا ثلاثة:
الوزير محمد المصحفى
ورئيس الجيش محمد بن غالب
ورئيس الشرطه محمد ابن ابى عامر
الخلاصة ان محمد ابن ابى عامر استطاع ان يزيل الاثنين الاخرين وتفرد بالحكم ولم يستطع تسمية نفسه اميرالمؤمنين فسمى نفسه الحاجب المنصور واصدر قرار بعدم الدخول الى الخليفة الا باذنه قرر ايضاً ان دواوين الحكم تنتقل الى قصره هى واموال الدوله. ومنع ان يخرج الخليفة من قصره الابأذنه.
وبعض المؤرخين يسمونها الدولة العامرية حيث قام بفتح الفتوحات ووصل الى ما لم يصل اليه اى حاكم من حكام الاندلس (الحاجب المنصور شىء عظيم فى تاريخنا) وبعد ثلاثين سنه تذكر الاثنين الحمارين الذين كانوا معه فلان وفلان.
فقال: آتونى بهم.
فذهبوا ووجدوهم فى نفس المكان الذى تركهم فيه ويعملون نفس العمل فوصلوا اليه.
فقال لهم: اتذكرونى؟
قالوا: نعم كنا نخاف انك انت الذى لن تذكرنا - ولكنه كان اصيل- وكان جالس بين الوزراء فحكى لهم القصه فسأل الاول: انت ماذا طلبت؟
فقال: كذا كذا.
فقال: اعطوه اعطوه.
وقال: له راتب ثابت ويدخل على بدون اذن.
وسأل الثانى: ماذا طلبت؟
قال: قضية انتهت يا امير المؤمنين.
قال له: لم تنته قل ماذا طلبت.
فقال: العيش والملح.
قال: لا بل قل ماذا طلبت.
فقال: له طلبت ان تضعني على حمار ووجهي الى الخلف .. الخ.
فقال الامير: اعطوه ما طلب حتى يعرف أن الله على كل شىء قدير.
فاحيانا يحتاج الانسان الى التغيير حتى يثبت ذاته ويصل الى طموحه.
س// ماهو طموحك فى الحياة؟ أن أتقاعد فأى طموح.
إذاً لاثبات الذات نحتاج الى التغيير.
احيانا نحتاج التغيير للقضاء على الملل.
فمثلاً اذا كان تعاملنا فى العلاقة الزوجية من دون تغيير والاكل دون تغيير والجلسة بطريقة معينة سيؤدى الى ان تصبح الحياة الزوجية ملل.
نحتاج يوم للأكل خارج المنزل أو نحتاج لتغيير ديكور المنزل.
اذاً نحتاج هذا التغيير والا سوف تتحول الحياه الى ملل.
احيانا ًنحتاج التغيير من اجل ان نرفع من كفائتنا وقدراتنا.
تعلم الكمبيوتر او القراءة السريعة اوالكتابة السريعة او اللغة ... الخ.
و عندما يتعلم الانسان اشياء جديدة سيمارس اشياء جديدة وتتغير حياته بطريقة مختلفة.
ايضاً نحتاج التغيير لمواكبة التقدم.
س// ماهو الشىء الثابت فى البشرية اليوم؟
- التغيير.
كل شىء يتغير حتى طريقة عرضنا للعقيدة وفهمنا للحياة يتغير .. فنحن نعيش حياة ديناميكية وديننا والحمد لله متواكب معها وهذا من مزايا هذا الدين العظيم انه لم ينعزل عن الحياة مهما وصلت الحياة من تقدم فهو يستطيع ان يواكبها.
ومشكلتنا ليست فى الاسلام بل فى المسلمين الذين لم يستطيعوا ان يواكبوا التقدم وعاشوا فى معارك وهمية.
اذاً لابد أن نعيش في حياة واقعية تتواكب مع التغيير الحادث في العالم وذلك ، والعالم اليوم يتطور فيجب ان نتطور معه والعالم اليوم يتقدم فيجب ان نتقدم بسرعة اكبر حتى نسد الفجوة التي بيننا وبينهم.
مثلا نحن لن نستطيع ان يكون تعليمنا موازيا للتعليم فى الغرب اذا عملنا بنفس الطريقة التى نعمل بها حاليا فى محاولات لتطوير التعليم.
ونحن نتقدم و لكن الغرب يتقدم بسرعة اكبر من تقدمنا والفجوة التى بيننا وبينهم تكبر.
إذاً الطريقة الوحيدة حتى نواكب هذا التقدم ان نتقدم بسرعة اكبر من سرعتهم وأن نبدأ من حيث انتهوا.
نحتاج التغيير لتحقيق طلبات الاخرين.
هناك طلبات تاتى من العمل من البيت من الاصحاب ونحن حتى نواجه هذه الطلبات لا بد من التغيير فالدنيا مشاغلها تزداد والطلبات تزداد واذا واجهناها بنفس القدرات وبنفس الامكانيات بعد فترة ستزداد الاثقال و تزداد المشاكل.
إذاً يحتاج الانسان ان يفكر و بطريقة مختلفة كيف يواجه طلبات الاخرين وخاصة بعض الطلبات واجبة أو شرعية .. تجاه الوالدين والاولاد والزوجة وتجاه الوظيفة.
هذا كله يقودنا الى قواعد في منهج التغيير .. بعض منها:-
1. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
ان التغيير ينطلق من داخل النفس ولا يفرض على الانسان.
2. التغير المادى اسرع من التغير الفكرى.
التغير المادى مثل ان ابنى بيت جديد وبشكل جديد أغير الاثاث اشترى سيارة جديدة وهذا أسهل بكثير من ان أغير فكر أمة.
ومن الخطأ الذى يقعون فيه من يدرسون الحضارات او يحاولون ان يعجلوا عجله الحضاره ان يركزون كثيراً على قضية المادة.
ونحن نلاحظ في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تُبنَ العمارات الشاهقة والتى بقيت على مدى الزمان .. ليست هذه قضية الرسول صلى الله عليه وسلم لكن حضارة هذه الامة انطلقت من مكة والمدينة لماذا ؟
لأن التغير الفكرى هو الذى تأصل ثم نتج عنه التغيير المادى ولوكان الهدف التغيير المادى لكان الامر سهل.
ومثلاً ابراهيم عليه السلام كسر الاصنام التى كان يعبدها قومه ، ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يكسر الاصنام التى كان يعبدها قومه ، تكسير الاصنام مطلوب ونبى الله ابراهيم فعل شيئا صحيحاً وهو القضاء على هذا الشرك .. لكن محمد فعل الشىء الاكثر فعالية ، ونتيجة فعل ابراهيم ان القى فى النار و نفى من بلده بعد ان عجزوا عن ان يحرقوه با لنار ، ومحمد صلى الله عليه وسلم عمل على تغيير الفكر حتى وصل الى مرحلة ان الذى كسر الاصنام هم خالد ابن الوليد وعمر بن العا ص الذين كانوا يعبدون الأصنام.
وكثير من الناس خاصة الشغوفين بالفكر الغربى وبالنهضة المادية الغربية يريدونا ان نستعجل بالانطلاق نحو التغيير المادي وهذا من اسهل ما يمكن.
لكن المشكلة الكبيرة هى تغيير الانسان وفكر الانسان فأنا استطيع ان ابني ناطحة سحاب وأملئها كمبيوترات لكن اذا كان الناس الذين يعملون بها متخلفين فأنى بذلك لم اعمل تغييراً حقيقيا للحضارة. و الأمر الأصعب هو تغيير الفكر.
وهنا يأتى دور خاص لعلماء (العلوم الانسانيه) والذين يغيرون الفكر هم ليسوا الاطباء ولا المهندسين ولكن الذين يغيرون الفكر هم اهل الادب والاعلام والفلسفة والاجتماع والدعوة وعلى رأسهم علماء الشرع .. فإذا تقاعس هؤلاء او اصبحوا مقلدين للفكر الغربي فعلى الامة السلام.
وهنا تأتى خطورة المناهج التى تطبق فى الجامعات فى جانب العلوم الانسانية فإذا اصبحت هذه المناهج مأخوذة من الفكر الغربى فهذه اكبر مشكلة لان الفكر هو الذى ينهض بالأمم ويصنع الحضارات.
وهذه المسألة يجب ان تطبخ على نار هادئة حتى تنضج نضجاً حقيقياً ، والمطلوب من العلماء والمفكرين ان لا ييأسوا وان يستمروا فى المحاولات الى ان تتغير الامة.
من قواعد التغيير ان الطموحين المثقفين يكون استعدادهم للتغيير اكبر من غيرهم فالإنسان قليل الثقافة قليل الطموح يرضى بالواقع ويأسره هذا الواقع ويحكمه.
الذى يقود عملية التغيير هم اهل الطموح.
والمشكلة الكبيرة هى عندما يصبح اهل الفكر بلا طموح.
وهذا الذى حدث لأمتنا على مدى طويل.
من اعظم ما يقدمه الوالدان لاولادهم ليس النصائح بل أصحاب يكونون على منهج قويم. فالاحتكاك مع المتميزين يجعل الانسان يتعلم باستمرار.
احيانا يكون من السهل على الانسان ان يحيط نفسه بمجموعة من الضعاف خاصة بعض المدراء يحبون ان يحيطون انفسهم بمجموعة من الضعاف لا يعارضون ابداً ، وهذا الامر من أسهل ما يمكن .. لكن هؤلاء الضعاف لا ينفعون بشىء.
والاحتكاك بالمتميزين شىء متعب لانهم متعبون ويقولون للغلط هذا غلط ، هناك احدى الجامعات قامت بتجربة بأن أخذت مجموعتين واعطوا نفس المجوعتين نفس المعلومات ونفس المشكلة وطلبوا منهم حل المشكلة .. فبداْت المجموعة الاولى تتناقش وتتحاور وتوصلوا الى حل وكتبوه وقدموه.
اما المجموعة الثانية فقد قامت الجهة المنظمة بالاتفاق مع أحد افرادها أن يعارض باستمرار ويخالف أى مقترح ويحاول ان يقدم سلبياته ويقدم انتقادات .. وقد أتعبهم هذا الشخص فعلا وفى النهايه توصلوا الى حل بعد قضاء وقت اطول فى النقاش والمداولة من المجموعة الاولى.
إذاً ايهما افضل الحل الذى قدمته المجموعة الاولى أم الثانية؟
بالطبع سيكون الحل الذى قدمته المجموعة الثانية.
بعد ذلك قامت الجهة المنظمة بإعطائهم مشكلة اخرى وطلبت من كل مجموعة ان تختار شخص واحد لينتقل الى المجموعه الاخرى فمن الذى تتوقعون انه سوف تتخلص منه المجموعة الثانية؟ طبعا الشخص المعارض لأنه متعب.
فالاحتكاك بالاشخص المتميزون متعب ويأخذ وقت طويلاً وجهد كبيراً لكن هو الذى يطور الناس وهو الذى يطور الحضارات.
من قواعد التغيير ان يحول الانسان اهدافه الى مشاريع
فمثلا انا اريد ان أُحدث تغيير فكرى فى الامة و اريد ان انهض بالصحة والتعليم ، هذا كلام صالح لكل زمان ومكان ، اذاً يجب ان ينقل الانسان اهدافه الى مشاريع مطبقة ويكون عنده من الكثير من المرونة فى التعامل.
مثلا مشروع واجهته عراقيل نقوم بالبحث عن غيره. فقد تواجهك بعض المشاكل السياسية او القانونية فيجب أن تحاول التفاعل معها.
والذىلا يعيش المرونة و يريد إما تغيير كامل او يحبط فلن يغير ابدا.
والامم لا تنهض بهذه الطريقة والتغير لا يحدث فى البشرية بهذه الطريقه. مثلاً إما أن يصبح التعليم مثل امريكا او نظل مثل ما نحن عليه. لكن هناك حلول وسط ونحن لدينا الاستعداد للتنازلات والتفاهم للاخذ والعطاء والذى لا يملك هذه الاستعدادات لا يستطيع ان يبنى حضارات ولا يستطيع ان يغير ويتميز ولا يتغير ايضا لانه جامد وهذه من مشاكلنا التى نعانى منها ومنها ايضا الفصل فى كل شىء اذ ان هناك حلول وسط نستطيع ان نتخذها.
هناك قصة طريفة تقول ان هناك احدى العائلات الريفية فى احدى القرى وهم اهل كرم كبير .. وحدث ان مات عمدة القرية وبعدها حدث تنافس كبير بين فرعين من الاسرة على العمادة وكان كل واحد منهم يحاول ان يثبت انه الاكرم بحيث ان الاكثر كرماً يصبح هو العمدة.
وذات مرة جاء ضيف الى القرية وحاول كل طرف ان يجتذب الضيف نحوه ليقوم بضيافته ويثبت انه الاكرم وظل الطرفان يجتذبان الضيف بالايدى حتى اشتد الموقف ورفعت الاسلحة وكاد ان يحدث بينهم قتال فتقدم احد الرجال العاديين وحاول ان يحل الخلاف لكن الطرفين لم يتنازلوا عن الموقف ثم اخذ الرجل سلاحه وقتل الضيف وهذا بالطبع ليس الحل وكان هناك حلول وسيطة لكن ......
اذاً يجب ان ننتزع هذه التقاليد لكى ننجح فى احداث التغيير.
امامنا الآن خياران فى امر التغيير هما:
الاول: ان نستعجل التغيير.
الثانى: ان نؤجل التغيير.
فثمن التأجيل للتغيير سيكون مؤجل. كذلك ثمن التعجيل الى التغيير سيكون معجل.
بمعنى انه عندما اغير اجد نتائج ايجابية كبيرة وفيها بعض السلبيات لكن سترى بعض الاثار مباشرة على عملنا.
واذا لم نغير فعلى المدى البعيد سيزداد تخلفنا ويزداد ضعفنا واستغلال الاخرين لنا وتزداد خلافاتنا وفرقتنا. إذاً إما أن نغير او ندفع الثمن مؤجلا بشكل كبير ولا يوجد تغيير بدون تضحيات اما الذى يريد ان يغير وهو جالس فى مكانه فلا يستطيع ذلك.
عمر بن الخطاب مر على رجل فى مسجد وهو جالس يدعو وهو عاطل عن العمل يدعو الله بالرزق فقال له: قم فأن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة. يجب ان تعمل وتضحى وتبذل الجهد حتى تصل الى ما تريد.
كذلك الانبياء عليهم السلام على مدى الازمان اصحاب تضحيات. ومن اكرم الخلق عند الله هم الانبياء عليهم السلام ، ومع ذلك جعل النبى محمد صلى الله عليه وسلم تتكسر ثنيتاه ويدخل الحديد فى جبهته وهو صلى الله عليه وسلم من اكرم الخلق. إذاً لماذا حدث هذا والله سبحانه وتعالى قادر ان يجعل الاسلام يسود بكلمة واحدة يقول له سد فيسود فى الارض ومع ذلك شاء الله ان يدمى محمد صلى الله عليه وسلم حتى يعلم المسلمون انه لايوجد تغيير الا ومعه تضحيات وكلما كان التغيير اكبر و كلما كانت الاهداف اكبر كلما كانت التضحيات اكبر.
مريم عليها السلام امرأة خرجت لتوها من مخاض فضعف على ضعف. اذ اتاها المخاض بجانب جذع النخلة واراد الله ان يطعمها ويسقيها فنبع لها الماء من تحت اقدامها واراد الله ان يطعمها فأرسل اليها التمر اذ قال تعالى (( وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا )). فمن منا قادر على هز جذع نخلة اذاً سقوط التمر معجزة ليس لها علاقة بهذا الجذع. اذاً لماذا قال لها الله هزي؟ لانه لابد من بذل الجهد حتى وان لم يكن لهذا الجهد اثر. فنحن لا ننتصر بقدراتنا ولا بجهدنا ولكن بقدره الله سبحانه وتعالى (( وما النصر الا من عند الله )).
فنحن يجب ان نعمل ونبذل الجهد ويجب ان نضحي لانه قانون وسنة الله فى ارضه ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا.
اذا لابد من الجهد والتضحيات وان لم يكن لها اثر فى النتائج. وهكذا التغيير يحتاج الى صبر والصبر اساس الى الوصول الى النجاح والتغيير (( فاصبر وما صبرك الا بالله )) ، فكلما كانت اهدافك اكبر كان تعبك اكبر والتغيير اكبر.
واذا كانت النفوس كبار تعبت بمرادها الاجسام
(( والكيِّس من دان نفسه )) يعنى تحكم فى نفسه وحرك نفسه على قرارات وارادة ، والكِّيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت [ والعاجز من اتبع نفسه هواه ] بمعنى يمشى حسب الهوى.
(يتبع)